من تأكلون يا هؤلاء ؟ قال فدعا عيسى ربه أن يبعث جميع من ملكها من لدن آدم إلى تلك الساعة فإذا عند كل سنبلة ما شاء الله من رجل وامرأة يقولون أرضنا ورثناها عن آبائنا وأجدادنا ففر الرجل منهم وكان قد بلغه أمر عيسى ولكن لا يعرفه فلما عرفه قال معذرة إليك يا نبي الله لم أعرفك زرعي ومالي حلال لك فبكى عيسى E وقال ويحك هؤلاء كلهم ورثوها وعمروها ثم ارتحلوا عنها وأنت مرتحل عنها ولا حق بهم ليس لك أرض ولا مال ولما مات اسكندر قال ارسطاطاليس أيها الملك قلد حركتنا بسكوتك وقال بعض الحكماء من أصحابه لقد كان الملك أمس أنطق منه اليوم وهو اليوم أوعظ منه أمس أخذه أبو العتاهية فقال .
( كفى حزنا بدفنك ثم إني ... نفضت تراب قبرك من يديا ) .
( وكانت في حياتك لي عظات ... وأنت اليوم أوعظ منك حيا ) وقال عبد الله بن المعتز .
( نسير إلى الآجال في كل ساعة ... فأيامنا تطوى وهن مراحل ) .
( ولم أر مثل الموت حتى كأنه ... إذا ما تخطته الأماني باطل ) .
( وما أقبح التفريط في زمن الصبا ... فيكف به والشيب في الرأس شاعل ) .
( ترحل من الدنيا بزاد من التقى ... فعمرك أيام تعد قلائل ) وقال عبد الله بن المعلم خرجنا من المدينة حجاجا فإذا أنا برجل من بني هاشم من بني العباس بن عبد المطلب قد رفض الدنيا وأقبل على الآخرة فجمعتني وإياه الطريق فأنست به وقلت له هل لك أن تعادلني فإن معي فضلا من راحلتي فجزاني خيرا وقال لو أردت هذا لكان سهلا ثم أنس إلي فجعل يحدثني فقال أنا رجل من ولد العباس كنت أسكن البصرة وكنت ذا كبر شديد ونعمة طائلة ومال كثير وبذخ زائد فأمرت يوما خادما لي أن يحشو لي فراشا من حرير و مخدة بورد نثير ففعل فإني لنائم إذا بقمع وردة قد نسيه الخادم فقمت