وقالت ريطة بنت عاصم .
( وقفت فأبكتني ديار عشيرتي ... على رزئهن الباكيات الحواسر ) .
( غدوا كسيوف الهند وراد حومة ... من الموت أعيا وردهن المصادر ) .
( فوارس حاموا عن حريمي وحافظوا ... بدار المنايا والقنا متشاجر ) .
( ولو أن سلمى نالها مثل رزئنا ... لهدت ولكن محمل الرزء عامر ) ولما قتل إبراهيم بن عبد الله بن الحسين وحمل رأسه إلى المنصور أنفذها المنصور مع الربيع إلى عميه إدريس ومحمد وكانا في حبسه وكان أبوه قائما يصلي فقال له محمد أوجز فأوجز وسلم فلما أتاه وضع الرأس في حجره فقال أهلا وسهلا يا أبا القاسم تالله لقد كنت من الناس الذين قال الله تعالى في حقهم ( الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق ) ثم قبله بين عينيه وأنشأ يقول .
( فتى كان يحميه من العار سيفه ... ويكفيه سوآت الأمور اجتنابها ) ثم قال للربيع قل لصاحبك المنصور قد مضى من بؤسنا أيام ومن نعمتك أيام والملتقى غدا بين يدي الله تعالى فكان ذلك فألا على المنصور ولم ير بعد ذلك اليوم راحة وقيل لحسان ما بالك لم ترث رسول الله ؟ قال لم أر شيئا إلا رأيته يقصر عنه والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم