ان الربيع بن خيثم لما مرض قالوا له ألا ندعوا لك طبيبا فقال لهم إن مرضي من الطبيب وأنه متى أراد عافاني ولا حاجة لي بطبيبكم وأنشد .
( فأصبحت لا أدعو طبيبا لطبه ... ولكنني أدعوك يا منزل القطر ) وعاد الفرزدق مريضا فقال .
( يا طالب الطب من داء تخوفه ... إن الطبيب الذي أبلاك بالداء ) .
( فهو الطبيب الذي يرجى لعافية ... لا من يذيب لك الترياق بالماء ) قال ولما مرض بشر الحافي C تعالى قالوا أندعوا لك طبيبا فقال إني بعين الطبيب يفعل بي ما يريد فألح عليه أهله وقالوا لا بد أن ندفع ماءك إلى الطبيب فقال لأخته ادفعي إليهم الماء في قارورة وكان بالقرب منهم رجل ذمي وكان حاذقا في الطب فأتوه بمائه في القارورة فلما رآه قال حركوه فحركوه ثم قال ضعوه ثم قال ارفعوه فقالوا له ما بهذا وصفت لنا قال وبم وصفت لكم قالوا بالحذق والمعرفة قال هو كما تقولون غير أن هذا الماء إن كان ماء نصراني فهو راهب قد فتتت كبده العبادة وإن كان مسلما فهو ماء بشر الحافي فإنه أوحد أهل زمانه في السلوك مع الله تعالى قالوا هو ماء بشر الحافي فاسلم النصراني وقطع زناره فلما رجعوا إلى بشر قال لهم أسلم الطبيب فقالوا ومن أعلمك قال لما خرجتم من عندي هتف لي هاتف وقال يا بشر ببركة مائك أسلم الطبيب وصار من أهل الجنة وفلج الربيع بن خيثم فقيل له هلا تداويت فقال قد عرفت أن الدواء حق ولكن عاد وثمود وقرون بين ذلك كثير كانت فيهم الأوجاع كثيرة والأطباء أكثر فلم يبق المداوي ولا المداوى وقد أبادهم الموت ثم قال هذا المفرد .
( هلك المداوي والمداوى والذي ... جلب الدواء وباعه والمشتري ) وقيل لجالينوس حين نهكته العلة أما تتعالج فقال إذا كان الداء من السماء بطل الدواء من الأرض وإذا نزل قضاء الرب بطل حذر