فقال الرابع أنت سمعت هذا من رسول الله ؟ قال نعم قال وأنا سمعته يقول إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر وفي الصحيحين من حديث ابن مسعود Bه عن الرسول الله قال الله أفرح بتوبة عبده من رجل نزل بأرض دوية مهلكة معه راحلته فنام واستيقظ وقد ذهبت راحلته فطلبها حتى إذا أدركه الموت قال أرجع إلى المكان الذي ضللتها فيه وأموت فإني مكانه فغلبته عينه فاستيقظ وإذا راحلته عند رأسه فيها طعامه وشرابه وزاده وما يصلحه فالله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن من هذا براحلته وزاده وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله يقول والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة رواه البخاري وعن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري Bه عن النبي قال إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها رواه مسلم وعن أبي سعيد الخدري Bه أن نبي الله قال كان فيمن قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا فسأل عن أعبد أهل الأرض فدل على راهب فأتاه فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة ؟ قال لا فقتله وكمل به المائة ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم فأتاه وقال له أنه قد قتل مائة نفس فهل له من توبة ؟ قال نعم ومن يحل بينك وبين التوبة انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله تعالى فأعبد الله تعالى معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء فانطلق حتى كان نصف الطريق أدركه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله تعالى وقالت ملائكة العذاب إنه لم يعمل خيرا قط فأتاهم ملك في صورة آدمي فحكموه بينهم فقال قيسوا ما بين الأرضين فالى أيتهما كان أدنى ؟ فهو أقرب لها فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة متفق عليه وفي الصحيحين فكان أدنى إلى أرض التوبة الصالحة فجعل من أهلها