يستحقان مكانهما على أفواه الرواة ويروى أن غيرهما قد سقط من كلامه كلام كثير غير أن الذي نالهما من ذلك اكثر وكانا أقدم الفحول فلعل ذلك لذلك . فلما قل كلامُهما حُمل عليهما حملاً كثيراً .
بدايات الشعر .
ولم يكن لأوائل العرب من الشّعر إلاّ الأبيات يقولها الرجل في حاجته وإنما قُصّدت القصائد وطوّل الشعر على عهد عبد المطَّلب أو هاشم بن عبد مناف وذلك يدل على إسقاط عاد وثمود وحمير وتُبَّع فمن قديم الشعر الصحيح قول العَنْبر ابن عمرو بن تميم وكان مجاوراً في بَهْراء فَرَابه رَيْبٌ فقال : .
( قد رَابَني من دَلْوَى اضطرابها ... والنأي في بهراء واغترابها ) .
( إلاَّ تجىءْ ملأى يجىء قرابها ... ) - الرجز - ومما يروى من قديم الشعر قول دُويد بن زيد بن نَهْد حين حضره الموت : .
( اليوم يُبنى لدُوَيْد بيتُه ... لو كان للدَّهر بلًى أَبْلَيْتُه ) .
( أو كان قرني واحداً كَفَيْتُه ... يا رُبَّ نَهْب صالح حَويْتُه ) .
( ورب غَيْلٍ حسنٍ لويتُه ... ) - الرجز - ومن قدماء الشعراء اعصر بن سعد بن قَيْس عيلان بن مضر وهو مُنْبه أبو باهلة وغنيّ والطُّفاوة .
ومنهم المستوغر بن ربيعة بن كعب بن نَهْد وكان قديماً وبقي بقاء طويلاً حتى قال : .
( ولقد سئمتُ من الحياة وطُولها ... وازدَدْتُ من عَدَد السنين مئينا ) .
( مائة أتت من بعدها مائتان لي ... وازدَدْتُ من عدد الشهور سنينا ) - الكامل