وحدثني أبو علي قال : اجتمعت مع أبي بكر الخياط عند أبي العباس العمري بنهر معقل فتجارينا الكلام في مسائل وافترقنا فلما كان الغدُ اجتمعت معه عنده وقد أحضر جماعةً من أصحابه يسألونني فسألوني فلم أر فيهم طائلاً فلما انقضى سؤالهم قلت لأكبرهم : كيف تبني من سفرجل مثل عَنْكَبُوت فقال سفرروت فلما سمعت ذلك قمت في المجلس قائماً وصفقت بين الجماعة : سفرروت ! فالتفت إليهم أبو بكر فقال : لا أحسن الله جزاءكم ولا أكثر في الناس مثلكم فافترقنا فكان آخر العهد بهم .
وقال الرياشي : حدثنا الأصمعي قال : ناظرني المفضل عند عيسى بن جعفر فأنشد بيت أوس : .
( وذاتُ هدْمٍ عَارٍ نَوَاشرُهَا ... تُصمت بالماء تَوْلباً جَذَعاً ) - المنسرح - فقلت : هذا تصحيف لا يوصف التَّوْلَب بالإجذاع وإنما هو جَدعاً وهو السيء الغذاء فجعل المفضل يشغب فقلت له : تكلّم كلام النمل وأصب لو نفخت في شَبُّور يَهُودي ما نفعك شيء .
وقال محمد بن يزيد : حدثنا أبو محمد التوّزي عن أبي عمرو الشيباني قال : كنا بالرَّقة فأنشد الأصمعي : .
( عَنَتا باطلاً وظلماً كما تُعْنَز ... عن حُجْرة الرَّبيض الظّبَاءُ ) - الخفيف - فقلت : يا سبحان الله ! تعتر من العَتيرة فقال الأصمعي : تعنز أي تطعن بعَنَزة قال : فقلت لو نفخت في شَبُّور اليهودي وصحْتَ إلى التنادي ما كان إلاّ تُعتر ولا ترويه بعد اليوم تعنز ! فقال : والله لا أعود بعدها إلى ( تعتر )