فانتهره أبو عمرو وقال : ما لنا ولهذا الشعر الرخو إن هذه الهاء لم تدخل في شيء من الكلام إلاّ أرْخَته .
فقال له المديني : قالتلك الله ما أجهلك بكلام العرب ! قال الله تعالى : ( مَا أَغْنَى عَنّي مَاليَهْ هَلَكَ عَنّي سُلْطَانيَهْ ) .
وقال : ( يَا لَيْتَني لَمْ أُوتَ كتَابيَهْ وَلَمْ أَدْر مَا حسَابيَهْ ) .
( فانكسر أبو عمرو انكساراً شديداً ) .
وقال أبو حاتم : قلت للأصمعي : " أتجيز إنك لتُبْرق لي وتُرْعد " فقال : لا إنما هو تبرُق وترعُد .
فقلت له : فقد قال الكميت : .
( أبْرق وأرْعد يا يزيد ... فما وعيدُك لي بضائر ) - مجزوء الكامل - فقال : ذاك جُرمُقاني من أهل الموصل ولا آخذ بلغته .
فسألت عنها أبا زيد الأنصاري فأجازها فنحن كذلك إذ وقف علينا أعرابيّ محرم فأخذنا نسأله فقال : لستم تحسنون أن تسألوه ثم قال له : كيف تقول : إنك لتُبرق لي وتُرعد .
فقال له الأعرابي : أفي الجَخيف تعني أي في التهدد فقال : نعم .
قال الأعرابي : إنك لتُبرق لي وتُرْعد .
فعدت إلى الأصمعي فأخبرته فأنشدني : .
( إذا جاوزت من ذات عرْقَ ثنّيةً ... فقل لأبي قابوس ما شئت فارْعُد ) - الطويل - ثم قال لي : هذا كلام العرب .
وقال أبو حاتم أيضاً :