يتَخَوّلُنا بالموعظة مخافة السآمة " وكان أبو عمرو بن العلاء حاضراً عنده فقال الأعمش يتخولنا فقال أبو عمرو : يتخوننا فقال الأعمش : وما يُدريك فقال أبو عمرو : إن شئت أن أعلمك أن الله تعالى لم يعلمك من العربية حرفاً أعْلَمْتُكَ .
فسأل عنه الأعمش .
فأخبر بمكانة من العلم فكان بعد ذلك يُدْنيه ويسأله عن الشيء إذا أَشكل عليه .
وسُئل الكسائي في مجلس يونس عن أَوْلق ما مثاله من الفعل فقال : أفعل فقال له مروان : استحييت لك يا شيخ والظاهر عندنا أنه فوعل من قولهم : أُلقَ الرجل فهو مألوق .
وسئل الكسائي أيضاً في مجلس يونس عن قولهم : لأضربن أيُّهم يقوم لم لا يقال : لأضربنّ أَيَّهم فقال : " أيّ " هكذا خلقت .
ومن ذلك إنشاد الأصمعي لشُعبة بن الحجاج قولَ فَرْوَة بن مُسَيْك : .
( فما جبنوا أنا نشّد عليهم ... ولكن رأوا ناراً تَحُس وتَسْفع ) - الطويل - قال شُعبة : ما هكذا أنشدنا سماك بن حرب قال : .
( ولكن رأوا ناراً تُحَش وتَسْفع ... ) - الطويل - قال الأصمعي : فقلت : تحس من قول الله تعالى : ( إذْ تَحُسُّونَهُمْ بإذْنه ) : أي تقتلونهم وتُحش : توقد فقال لي شعبة : لو فرغتُ للزمتك .
وأنشد رجل من أهل المدينة أبا عمرو بن العلاء قول ابن قيس : .
( إنَّ الحوادثَ بالمدينة قد ... أوجعنني وقرعْنَ مَرْوَتيّه ) - الكامل