والشعر سبيلُه أن يحكى عن الأئمة كما تحكى اللغة ولا تبطل رواية الأئمة بالتظني والحَدْس .
والحجة الأخرى أن الغَناء على معنى الغنى فهذا يبين لك غلط هذا المقتحم على خلاف الأئمة . انتهى .
قال محمد بن سلام : وجدنا رواة العلم يغلطون في الشعر ولا يَضْبط الشعْرَ إلاّ أهلُه وقد روي عن لَبيد : [ - من البسيط - ] .
( باتت تَشَكَّى إليّ النفس مجهشة ... وقد حملتك سبعاً فوق سبعين ) .
( فإن تعيشي ثلاثاً تبلغي أملاً ... وفي الثَّلاث وفاءٌ للثمانين ) .
ولا اختلاف في هذا أنه مصنوع تكثر به الأحاديث ويُستعان به على السمر عند الملوك والملوك لا تَسْتَقْصي .
وكان قَتادة بن دعامة السَّدوسي عالماً بالعرب وبأنسابها وأيامها ولم يأتنا عن أحد من علم العرب أصح من شيء أتانا عن قتادة .
أخبرنا عامر بن عبد الملك قال : كان الرجلان من بني مرْوان يختلفان في الشعر فيرسلان راكباً فيُنيخ ببابه فيسأله عنه ثم يشخص .
وكان أبو بكر الهذلي يَروي هذا العلم عن قَتادة .
وأخبرني سعيد بن عبيد عن أبي عوانة .
قال : شهدت عامرَ بن عبد الملك يسأل قَتادة عن أيام العرب وأنسابها وأحاديثها فاستحسنته فعدت إليه فجعلت أسأله عن ذلك فقال : مالك ولهذا دَعْ هذا العلم لعامر وعُدْ إلى شأنك .
وقال القالي في أماليه : .
حدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثني أبي عن أحمد بن عبيد عن الزيادي عن المطلب بن المطلب بن أبي وَدَاعة عن جده قال : رأيت رسول الله وأبا بكر Bه على باب بني شيبة فمرّ رجل وهو يقول : [ - من الكامل - ] .
( يا أيُّها الرجل المحوّل رحلَهْ ... ألاًّ نزلت بآل عبد الدار )