قال في الجمهرة في باب ما اتفق عليه أبو زيد وأبو عبيد : وكان الأصمعي يشدد فيه ولا يجيز أكثره مما تكلمت به العرب من فعلت وأفعلت وطعن في الأبيات التي قالتها العرب واستشهد على ذلك .
فمن ذلك : بان لي الأمر وأَبان ونَارَ لي الأمر وأنار إلى أن قال : وسرى وأسرى .
ولم يتكلم فيه الأصمعي لأنه في القرآن وقد قرىء ( فَأسر بأهْلكَ ) و ( فَاسْر بأهْلكَ ) .
قال : وكذلك لم يتكلم في عصفت وأعصفت لأن في القرآن ( ريحٌ عَاصفٌ ) .
ولم يتكلم في نَشَر الله الميت وأنْشَرَه .
ولا في سَحَته وأسحته .
لأنه قُرىءَ ( فَيُسْحتَكُمْ ) .
ولا في رفث وأرفث .
في جَلَوْا عن الدار وأَجْلَوْا .
ولا في سلك الطريق وأسلكه لأن في القرآن ( مَا سَلَكَكُمْ في سَقَرَ ) .
ولا في يَنَعت الثمرة وأينعت لأنه قرىء ( يَنْعه ) ويَانعه .
ولا في نَكرته وأنكرته لأن في التنزيل ( نَكرَهُمْ ) و ( قَوْمٌ مُنْكَرُونَ )