ابن مروان دفع ولده إلى الشَّعْبي يؤدبهم فقال : عَلّمْهم الشعر يَمجدوا ويَنْجدوا وأطعمهم اللحم تشتد قلوبهم وجزّ شعورهم تشتد رقابُهم وجالس بهم علْيَة الرجال يُناقضوهم الكلام .
وقال ثعلب في أماليه : أخبرنا عبد الله بن شبيب قال : حدثني ثابت بن عبد الرحمن قال : كتب معاوية بن أبي سفيان إلى زياد : إذا جاءك كتابي فأوفد إليّ ابنك عبيد الله فأوفده عليه فما سأله عن شيء إلاّ أنفذه له حتى سأله عن الشعر فلم يعرف منه شيئاً قال : فما منعك من روايته قال : كرهت أن أجمع كلام الله وكلام الشيطان في صدري فقال : اعْزُب ! والله لقد وضعت رجلي في الرّكاب يوم صفّين مراراً ما يمنعني من الانهزام إلاّ أبيات ابن الإطْنابة حيث يقول : [ - من الوافر - ] .
( أبتْ لي عفَّتي وأبَى بَلائى ... وأخْذي الحمدَ بالثَّمَن الرَّبيح ) .
( وإعطائي على الإعدام مالي ... وإقدامي على البطل المُشيح ) .
( وقولي كلما جَشأت وجَاشت ... مكانك تحمدي أو تستريحي ) .
( لأدفع عن مآثرَ صالحات ... وأحمى بعدُ عن عرْض صحيح ) وكتب إلى أبيه : أن رَوّه الشعر فروَّاه فما كان يسقط عليه منه شيء