وأخرج أبو بكر بن الأنباري في كتاب الوقف عن طريق عكْرمة عن ابن عباس قال : إذا سألتم عن شيء من غريب القرآن فالتمسوه في الشعر فإن الشعر ديوان العرب .
وقال الفارابي في خطبة ديوان الأدب : القرآن كلام الله وتنزيله فَصل فيه مصالح العباد في معاشهم ومعادهم مما يأتون ويَذَرُون ولا سبيل إلى علمه وإدراك معانيه إلاّ بالتبحر في علم هذه اللغة .
وقال بعض أهل العلم : [ - من المجتث - ] .
( حفظ اللغات علينا ... فرض كفرض الصلاة ) .
( فليس يُضْبط دين ... إلاّ بحفظ اللغات ) وقال ثعلب في أماليه : الفقيه يحتاج إلى اللغة حاجة شديدة وعليه الدؤوب والملازمة فبهما يدرك بغيته .
قال ثعلب في أماليه حدثني الحزامي أبو ضمرة قال : حدثني مَنْ سمع يحيى ابن أبي كثير اليماني يقول : كان يقال : لا يدرك العلم براحة الجسم .
قال ثعلب : وقيل للأصمعي : كيف حفظت ونسي أصحابُك قال : دَرَسْتُ وتركوا .
قال ثعلب : وحدثني الفضل بن سعيد بن سلم قال : كان رجل يطلب العلم فلا يقدر عليه فعزم على تركه فمرَّ بما يَنْحَدر من رأس جبل على صخرة قد أثَّر فيها فقال : الماء على لطافته قد أثَّر في صخرة على كثافتها والله لأطلبنَّ ! فطلب فأدرك .
قلت : وإلى هذا أشار من قال : .
( اطلب ولا تضجر من مطلب ... فآفة الطالب أن يضجرا ) .
( أما ترى الماء بتكراره ... في الصخرة الصماء قد أثرا )