ولا نقصت رتبةُ الصحاح ولا شُهْرَته بوجود هذه وذلك لالتزامه ما صحَّ فهو في كُتب اللغة نظيرُ صحيح البخاري في كُتب الحديث وليس المَدَارُ في الاعتماد على كَثَرة الجمع بل على شرْط الصحة .
قال صاحبُ القاموس في خُطْبته : وكنتُ بُرْهَةً من الدَّهْر أَلتْمسُ كتاباً جامعاً ( صحيحاً ) بسيطاً ومُصَنَّفاً على الفُصُح والشوَادر مُحيطاً ولما أعياني الطلاّب شرعتُ في كتابي الموسوم باللامع المُعْلَم العُجَاب الجامع بين المُحْكَم والعُبَاب فهما غُرَّتا الكُتب المصنّفة في هذا الباب ونَيّرَا بَرَاقع الفضل والآداب وضَمَمْتُ إليهما زيادات امْتَلأَ بها الوطاب واعْتَلَى منها الخطَاب ففاقَ كلَّ مؤلف ( في هذا الفن ) هذا الكتابُ غيرَ أني خَمَّنْتُه في ستين سفْراً يُعْجز تحصيلُه الطُّلاب وسُئلْتُ تقديم كتاب وجيز على ذلك النظام وعَمَلٍ مُفَرَّغ في قالَب الإيجاز والإحكام مع التزام إتمام المعاني وإبرام المباني فصرفت صوبَ هذا القصد عناني وألَّفتُ هذا الكتاب محذوفَ الشواهد مطروحَ الزوائد مُعْرباً عن الفُصُح والشَّوارد وجعلت ( بتوفيق اللّه ) زُفَرَاً في زفْر ولَخَّصتُ كلَّ ثلاثين سفراً في سفْر .
ثم قال : ولما رأيت إقْبالَ الناس على صحاح الجوهري وهو جدير بذلك غيرَ أنه فاتَه