الفقرُ الحاضر فالذي لا تشبعُ نفسه وإن كان له قنطارٌ من ذهب .
قال : فأخبرني عن السوءة السوءاءوالداء العَيَاء .
قال : أما السوءة السوءاء فالمرأةُ السَّليطة التي تَعجب من غير عَجب وتغضّب من غير غضَب فصاحبُها لا يَنْعَمُ بالُه ولا يَحْسُن حالُه إن كان ذا مال لم ينفعْه وإن كان فقيراً عيّر به فأراح اللَّه منها بعْلَها ولا متَّع بها أهلها .
وأما الداء العَياء فالجارُ جارُ البيت إن شهدَك سافَهك وإن غبْتَ عنه سَبَعك وإن قاولتَه بهتَك وإن سكتّ عنه ظلمك .
فقال له النعمان : أنت أنت ! فأَحْسَن صلَته وصلةَ أصحابه .
ومن الأمثال المشهورة قولهم : ( يعرف من أين تُؤْكل الكتف ) قال المطرزي في شرح المقامات : يضرب للدّاهية الذي يأتي الأمورَ من مَأْتاه الأن أكل الكتف أعسر من غيرها وقيل : أكلها من أسفلها لأنه يسهل انحدار لحمها ومن أعلاها يكون متعقداً ملتوياً لأنه غُضروف مشتبك باللحم وبعضهم يقول : المرقة تجري بين لحم الكتف والعَظْم فإذا أخذتها من أعلى خرّت عليك المرقة وانصبَّتو إذا أخذتها من أسفلها انقشر من عظمها خاصة والمرقة مكانها ثابتة .
وقال الأصمعي : العرب تقول للضعيف الرأي ( إنه لا يُحسن أكل الكتف ) وأنشد : - من المنسرح - .
( إني على ما ترين من كبرى ... أعلم من أين تُؤكل الكتف ) .
وفي شرح المقامات لسلامة الأنباري قيل : إن في الكتف موضعاً إذا أمسكه الإنسان سقط جميع لحمها .
ومن الأمثال المشهورة ( إنما سُمّيَت هانئاً لتَهْنَأ ) أي لتُفضل على الناس وتعطف عليهم