من قوله : حيّ عَلَى ) وهذا مَذْهَبُنا في أن الأَشياء الزائدةَ على ثلاثة أحرف فأكثرُها منحوتٌ مثل قول العرب للرَّجل الشديد ضبَطرٌ من ضَبَط وضَبَر وفي قولهم : صَهْصَلق إنه من ( صَهَل ) ( وصَلَق ) وفي الصّلْدم ) إنه من الصَّلْد ) ( والصَّدْم ) .
قال : وقد ذكرنا ذلك بوجوهه في كتاب مقاييس اللُّغة .
انتهى كلام ابن فارس .
وقد ألَّف في هذا النوع أبو علي الظهير بن الخطير الفارسي العماني كتاباً سمَّاه تنبيه البارعين على المنحوت من كلام العرب ولم أَقفْ عليه وإنما ذكره ياقوت الحموي في ترجمته في كتابه معجم الأدباء .
قال ياقوت في معجم الأدباء : سأل الشيخ أبو الفتح عثمان بن عيسى الملطي النحوي الظهير الفارسي عما وقع في ألفاظ العرب على مثال شَقَحْطَب فقال : هذا يسمى في كلام العرب المنحوت ومعناه أن الكلمةَ منحوتَةٌ من كلمتين كما ينحت النجّار خشبتين ويجعلهما واحدة فشقحطب منحوت من شقّ حَطَب فسأله الملطي أن يُثْبت له ما وَقع من هذا المثال إليه ليعوّل في معرفتها عليه فأملاها عليه في نحو عشرين ورقة من حفْظه وسمَّاها كتاب تنبيه البارعين على المنحوت من كلام العرب .
وفي إصلاح المنطق لابن السكيت وتهذيبه للتبريزي : يقال قد أكثر من البَسْملة إذا أكثر من قول : ( باسم اللَّه ) ومن الهيلَلة إذا أكثر من قول ( لا إله إلا اللَّه ) ومن الحَوْلقة إذا أكثر من قول : ( لا حَوْلَ ولا قوَّة إلا باللَّه ) ومن الحَمْدَ لة أي من ( الحمد للَّه ) ومن الجَعْفَدة أي من جعلت فداك ومن السَّبْحَلة أي من سبحان اللَّه .
وحكى الفراء عن بعض العرب : معي عشرة فأَحّدْهنّ لي : أي صيّرهنَ أَحَدَ عشر .
وزاد الثعالبي في فقه اللغة : الحَيْعَلَة ( حكاية ) قول المؤذن : حيّ على الصلاة حيّ على الفلاح .
والطَّلْبَقَة حكاية قول القائل : أطال اللَّه بقاك والدَّمْعَزة قوله : أدام اللّه عزَّك