ورُوي أنه بعضَ العرب سُئل عن ذلك فقال : هو شيءٌ نَتدُ به كلامنا .
وذلك قولهم : ساغبٌ لاغب وهو خَبٌّ ضَب وخَرابٌ يَباب .
وقد شاركت العَجَمُ العرب في هذا الباب .
انتهى .
وقد ألّف ابن فارس المذكور تأليفاً مستقلاًّ في هذا النوع وقد رأيتُه مرتَّباً على حروف المُعْجَم وفاته أكثرُ مما ذكرَه وقد اختصرتُ تأليفَه وزدتُ عليه ما فاتَه في تأليف لطيفٍ سميتُه الإلماع في الاتباع .
وقال ابنُ فارس في خُطْبَته تأليفه المذكور : هذا كتابُ الإتباع والمُزَاوَجة وكلاهما على وجهين : .
أحدهما أن تكون كلمتان مُتَواليتان على رَويٍّ واحد .
والوجهُ الآخرُ أن يختلف الرَّويَّانثم يكون بعد ذلك على وجهين : .
أحدهما أن تكونَ الكلمةُ الثانيةُ ذات معنى .
والثاني - أن تكونَ الثانية غيرَ واضحة المعنى ولا بيّنة الاشتقاق إلا أنها كالأتْبَاع لما قَبْلها .
انتهى .
وقال أبو عبيد في غريب الحديث : في قوله في ( الشُّبْرم إنه حارٌّ يارٌّ ) .
قال الكسائي : حارٌّ من الحرارة ويارٌّ إتباعك قولهم : عطْشان نَطْشان وجائع نائع وحَسَن بَسن ومثلُه كثيراٌ في الكلام وإنما سُمّي إتباعاًلأن الكلمةَ الثانية إنما هي تابعةُ للأولى على وجْه التوكيد لها وليس يتكلم بالثانية منفردةً فلهذا قيل إتْباع .
قال : وأما حديثُ آدم عليه السلام حين قُتل ابُنه فمكث مائة سنةٍ لا يضحَك ثم قيل له : حيَّاك اللّه وبيَّاك .
قال : وما بيَّاكقيل : أضْحَكك .
فإن بعضَ الناس