الصفات .
قال الأصفهاني : وينبغي أن يُحمل كلامُ من مَنع على مَنعْه في لغةٍ واحدة فأما في لغتين فلا يُنْكرُه عاقلٌ .
فوائد .
الأولى - قال أهلُ الأصول : لوُقُوع الألْفاظ المترادفة سببان .
أحدهما : أن يكون من واضعَين وهو الأكثر بأن تَضع إحدى القبيلتين أحدَ الاسمين والأخرى الاسمَ الآخر للمُسَمَّى الواحد من غير أن تشعرَ إحداهما بالأخرى ثم يَشتَهر الوَضْعَان ويخفى الواضعان أو يلتبس وَضْع أحدهما بوضع الآخروهذا مبنيٌّ على كون اللغات اصطلاحية .
والثاني : أن يكون من واضع واحد وهو الأقلوله فوائد : .
منها : أن تكثر الوسائل - أي الطرق - إلى الإخْبار عما في النفسفإنه ربما نسي أحد اللفظين أو عسر عليه النطقُ بهوقد كان بعضُ الأذكياء في الزمن السالف ألْثَغ فلم يُحْفظ عنه أنه نطَق بحرف الراء ولولا المَترادفات تعينُه على قَصْده لما قدَر على ذلك .
ومنها : التوسُّع في سلوك طُرق الفصاحة وأساليب البلاغة في النَّظم والنثروذلك لأن اللفظ الواحدَ قد يتأتَّى باستعماله مع لفظ آخر السَّجْعُ والقافيةُ والتَّجْنيسُ والتَّرصيعُ وغير ذلك من أصناف البديع ولا يتأتَّى ذلك باستعمال مُرادفه مع ذلك اللَّفظ .
الثانية : ذهب بعض الناس إلى أن الترادفَ على خلاف الأصْل والأصلُ هو التباينُ وبه جزَم البيضاوي في منهاجه .
الثالثة : قال الإمام : قد يكونُ أحدُ المترادفين أجْلَى من الآخرفيكون شرحاً للآخر الخفيّوقد ينعكس الحالُ بالنسبة إلى قومٍ دون آخرين .
قال : وزعم كثيرٌ من المتكلّمين أن التحديدات كلَّها كذلكلأنها تبديلُ اللَّفظ الخفيّ بلفظٍ أجلى منه .
قال : ولعلّ ذلك يصحُّ في البسائط دون المركبات .
الرابعة : قال ألكيَا في تعليقه في الأصول : الألفاظُ التي بمعنى واحد تنقسم إلى ألفاظ متواردة وألفاظ مترادفةفالمتواردة كما تسمى الخمر عَقَاراً وصَهْباء وقَهْوَةوالسبع أسداً ولَيْثاً وضرْغاماً .
والمترادفةُ هي التي يُقام لفظ مقام لفظٍ لمعانٍ متقاربة