عن معنى الريب بالشك خطأفلما عُبَرَ بهذا عن هذا عُلم أن المعنى واحد . قالوا : وإنما يأتي الشاعرُ بالاسمين المختلفين للمعنى الواحد في مكان واحدتأكيداً ومبالغةًكقوله : - من الطويل - .
( وهند أتى من دونها النَّأْي والبعد ... ) .
قالوا : فالنَّأْيُ هو البعد .
ونحن نقول : إن في قعد معنًى ليس في جلسألا ترى أنا نقول : قام ثم قعد وأخذه المقيم والمقعد وقعدت المرأة عن الحيض وتقول لناسٍ من الخوارج قَعَد ثم تقول كان مضطجعاً فجلسفيكون القعودُ عن قيام والجلوسُ عن حالة هي دون الجلوسلأن الجَلْس المرتفع والجلوسُ ارتفاعٌ عما هو دونهوعلى هذا يجري الباب كلُّه .
وأما قولُهم : أن المعنيين لو اختلفا لما جاز أن يعّبَر عن بالشيءفإنا نقول : إنما عُبّر عنه من طريق المُشاكلة ولسنا نقول : إن اللَّفْظَتين مختلفتان فيلزمنا ما قالوهوإنما نقولُ : إن في كل واحدةٍ منها معنٍى ليس في الأخْرى .
انتهى كلام ابن فارس .
وقال العلامة عز الدين بن جماعة في شرح جمع الجوامع : حكى الشيخ القاضي أبو بكر بن العربي بسنده عن أبي علي الفارسي قال : كنتُ بمجلس سيف الدولة بحلَب وبالحضرة جماعة من أهل اللغة وفيهم ابن خالويه فقال ابن خالويه : أحفظ للسيف خمسين اسماًفتبسّم أبو علي وقال : ما احفظ له إلا اسماً واحداًوهو السيف . قال ابن خالويه : فأين المُهّنَّد والصَّارم وكذا وكذافقال أبو علي : هذه صفاتٌوكأن الشيخ لا يفرقُ بين الاسْم والصفّة .
وقال الشيخ عز الدين : والحاصلُ أنّ من جَعَلها مترادفةً انظر إلى اتحاد دلالتها على الذات ومن يمنع ينظر إلى اختصاص بعضها بمزيد معنىفهي تُشْبه المترادفة في الذات والمتباينة في الصفات .
قال بعض المتأخرين : وينبغي أن يكون هذا قسماً آخر وسماه المتكافئة .
قال : وأسماءُ اللّه تعالى وأسماءُ رسول الله من هذا النوعفإنك إذا قلت : إن اللّه غفور رحيم قديرتطلقها دالةً على الموصوف بهذه