يَحْسب بكسر السين في المستقبل عن قوم من العرب يقولون : حسَب يحسب فكأنَّ حَسب من لُغتهم في أنفسهم ويَحْسب لغة لغيرهم سَمعوها منهم فتكلَّموا بها ولم يقَعْ أصل البناء على فعل يَفْعل .
وقال الفراء : قوَّى هذا الذي ذكره الكسائي عندي أني سمعتُ بعض العرب يقول : فَضل يفضُل .
قال أبو بكر يذهبُ - الفراء - إلى أن يَفْعُل لا يكون مستقبلاً لفعل وأن أصل يَفْضُل من لغة قوم يقولون فضَل يَفْضُل فأخذ هؤلاء ضمّ المستقبل عنهم .
وقال الفراء : الذين يقولون : متَّ أمُوت ودمت أدوم أخذوا الماضي من لُغة الذين يقولون : مت أمَات ودمت أدامُلأن فَعل لا يكون مستقبله يفعُل .
قال أبو بكر : فهذا قولٌ ظريف حسن .
انتهى .
النوع السابع والعشرون .
معرفة المترادف .
قال الإمامُ فخرُ الدين : هو الألفاظ المفردةُ الدالة على شيء واحد باعتبارٍ واحد .
قال : واحترزنا بالإفراد عن الاسم والحدّ فليسا مُترادفين وبوّحْدة الاعتبار عن المتباينين كالسيف والصارم فإنهما دَلاَّ على شيءٍ واحد لكنْ باعتبارين : أحدُهما على الذَات والآخر على الصّفةوالفرقُ بينه وبين التوكيد أنَّ أحد المترادفين يُفيدُ ما أفاده الآخر كالإنسان والبشر وفي التوكيد يُفيد الثاني تقويةَ الأوّلوالفرقُ بينه وبين التابع أن التابع وحدَه لا يفيد شيئاً كقولنا : عَطْشان نطْشان .
قال : ومن الناس من أنْكره وزعم أن كلَّ ما يُظن من المترادفات فهو من المُتبايناتإما لأن أحدَهما اسمُ الذات والآخر اسمُ الصفة صفةُ الصفة .
قال : والكلامُ معهم إما في الجواز ولا شكَّ فيهأو في الوقوع إما من لغتين وهو أيضاً معلوم بالضرورة أو من لغةٍ واحدة