قال : ومن سنن العرب التوهّم والإيهام وهو أن يتوهّم أحدهم شيئاًثم يجعل ذلك كالحقّ منه قولهم : وقفتُ بالرَّبع أسأله .
وهو أكملُ عقلاً من أن يسأل رَسْماًيعلمُ أنه لا يسمعُ ولا يَعْقلُ لكنه تفجَّع لما رأى السَّكْن رَحلوا وتوهّم أنه يسأل الرَّبع أين انْتَأوْا وذلك كثيرٌ في أشعارهم .
قال : ومن سنن العرب الفرق بين ضدّين بحرف أو حركةكقولهم : يَدْوَى من الداء ويُدَاوي من الدواء ويُخْفر إذا نَقض من أخفر ويخفر إذا أجارمنْ خَفَر ولُعَنَة إذا أكثر اللَّعن ولُعْنة إذا كان يُلْعَنوهُزَأَة وهُزْأة وسُخَرة وسُخْرة .
قال : ومن سنن العرب البسطُ بالزيادة في عدد حروف الاسم والفعل ولعل أكثر ذلك لإقامة وزْن الشعروتَسْوية قوافيهكقوله : - من الرجز - .
( وليلةٍ خامدةٍ خُمُودا ... طخْياء تُعْشي الجَدْي والفُرْقودا ) .
فزاد في الفَرْقد الواو وضم الفاءلأنه ليس في كلامهم فَعْلولوكذلك زاد الواو في قوله : .
( لو أنَّ عمراً همّ أن يَرْقُودا ... ) أي يَرْقد .
قال : ومن سنن العرب القَبْضُ محاذاةً للبسْط وهو النُّقْصانُ من عدد الحروفكقوله : - من الرجز - .
( غَرْثَى الوشاحَيْن صَموتُ الخَلْخَل ... ) .
أي الخَلْخال