كثير بمثله طالت لغةُ العرب ( دون ) اللغات ولو أراد معّبرٌ بالأعجمية أن يعبر عن الغنيمة والإخَفاق واليقين والشك والظاهر والباطن والحق والباطل والمُبين والمُشْكل والاعتزاز والاستسلام لعيَّ به واللّه تعالى أعلم حيث يجعل الفضل .
ومما اختصَّت به العربُ بعد الذي تقدم ذكرُه : قَلْبُهم الحروفَ عن جهاتها ليكون الثاني أخفَّ من الأولنحو قولهم ميعاد ولم يقولوا موْعاد ( وهما من الوعد إلا أن اللفظ الثاني أخف ) .
ومن ذلك : تركُهم الجمع بين الساكنَيْن وقد يجتمعُ في لغة العجم ثلاثة سواكن ومنه قولهم : يا حارميلاً إلى التخفيف .
ومنه : اختلاسُهم الحركات في مثل : - من السريع - .
( فاليوم أشْرَبْ غير مُسْتْحْقبٍ ... ) .
ومنه الإدغام وتخفيفُ الكلمة بالحذف نحو : لم يَكُ ولم أُبَلْ .
ومن ذلك إضمارُهم الأفعال نحو : امرأً اتَّقى اللّه وأمْرَ مُبْكياتك لا أمْر مُضْحكاتك .
ومما لا يمكنُ نقلهُ البتَّة أوصافُ السيف والأسد والرُّمح وغير ذلك من الأسماء المُترادفة .
ومعلوم أن العجمَ لا تعرفُ للأسد أسماء غيرَ واحد .
فأما نحن فنخرج له خمسين ومائة اسم