اللغات من العرب وغيرهم وإن كان كذلك فهو ظريف وعلى كل حال فهو فَعوّل أو فعنول لأنه جنسٌ ولو كان أعجمياً لا غير جاز تمثيلُه لكَوْنه جنساَ ولاَحقاً بالمعرب فكيف وهو أيضاً عربيّ لكونه في لغة العرب غير منقول إليها وإنما هو وفاق وقع ولو كان منقولاً إلى اللغة العربية من غيرها لوَجب أن يكون أيضاً وفاقاً بين جميع اللغات غيرها ومعلومٌ سعة اللغات غير العربية فإن جاز أن يكون مشتركاً في جميع ما عدا العربية جاز أيضاً أن يكون وفاقاً فيها .
قال : ويُبْعُدُ في نفسي أن يكون الأصلُ للغة واحدة ثم نُقل إلى جميع اللغات لأنَّا لا نعرفُ له في ذلك نظيراً وقد يجوز أيضاً أن يكون وفاقاً وقع بين لغتين أو ثلاث أو نحو ذلك ثم انْتَشر بالنَّقل في جميعها .
قال : وما أقرب هذا في نفسي لأنا لا نعرفُ شيئاً من الكلام وقَع الاتفاقُ عليه في كل لغةٍ وعند كل أمة هذا كلُه إذا كان في جميع اللغات هكذا وإن لم يكن كذلك كان الخَطْبُ فيه أيسر .
انتهى .
وقال الثعالبي في فقه اللغة : فصل في أسماء قائمة في لغتي العرب والفُرس على لفظ واحد : التنّور الخمير الزمان الدّين الكنز الدينار الدرهم .
النوع التاسع عشر .
معرفة المعرَّب .
هو ما استعملته العرب من الألفاظ الموضوعة لمعانٍ في غير لغتها .
قال الجوهري في الصحاح : تعريبُ الاسم الأعجمي أن تتفوَّه به العرب على منْهاجها تقول : عرَّبَتْه العرب وأَعَرَبته أيضاً .
وقال أبو عبيد القاسم بن سلام : أما لغاتُ العَجَم في القرآن فإنَّ الناسَ اختلفوا فيها فرُوي عن ابن عباس ومجاهد وابن جبير وعكرمة وعطاء وغيرهم من أهل العلم أنهم قالوا في أحْرُف كثيرة إنها بلغات العَجَم منها قوله : طَه واليمَ