هذين الحرفين : متّ تَمُوت في المعتل ودمتَ تَدُوم وفي السالم فَضل يَفْضُل أخذوا ( متّ ) من لغة مَنْ قال يفضَل وأخذوا يموت من لغة مَنْ قال يفضُل ولا يُنكر أن يؤخذ بعض اللغات من بعض .
وقال ابن درستويه في شرح الفصيح : يقال : حَسبَ يَحْسَب نظير علم يعلم لأنه من بابه وهو ضدّه فخرج على مثاله وأما يحسب بالكسر في المستقبل فلغةٌ مثل وَرم يَرم وَوَلي يَلي .
وقال بعضهم : يقال حَسَب يَحْسب على مثال ضرب يضرب مخالفة للّغة الأخرى فمن كسر الماضي والمستقَبل فإنما أخذ الماضي من تلك اللغة والمستقبل من هذه فانكسر الماضي والمستقبل لذلك .
وقال في موضع آخر شملهم الأمر يشملهم لغات فمن العرب قوم يقولون : شَمَل بفتح الميم من الماضي وضمها في المستقبل ومنهم من يقول شَمل بالكسر يَشْمَل بالفتح ومنهم من يأخذ الماضي من هذا الباب والمستقبل من الأول فيقول : شَمل بالكسر يشمُل بالضم وليس ذلك بقياس واللغتان الأوليان أجْوَد .
النوع الثامن عشر .
معرفة توافق اللغات .
قال الجمهور : ليس في كتاب اللَّه - سبحانه - شيءٌ بغير لغة العرب لقوله تعالى : ( إنا جعلناه قرآنا عربيا ) .
وقوله تعالى : ( بلسان عربي مبين ) وادعى ناس أن في القرآن ما ليس بلغة العرب حتى ذكروا لغةَ الرّوم والقبط والنَّبط .
قال أبو عبيدة : ومَن زعم ذلك فقد أكْبَرَ القول .
قال : وقد يُوافق اللفظُ اللفظَ ويقاربه ومعناهما واحدٌ وأحدهما بالعربية والآخر بالفارسية أو غيرها .
قال : فمن ذلك الإسْتَبْرَق وهو الغليظُ من الدّيباج وهو استبره بالفارسية أو غيرها .
قال : وأهلُ مكة يسمُّون المسْح الذي يَجعَل فيه أصحاب الطعام البرّ البلاَس وهو بالفارسية