وغيرُها بل منه ما هو كذلك وربما لا يكون للمعنى إلاّ كلمةٌ واحدةٌ فصيحةٌ أو غير فصيحة فيضطرّ إلى استعمالها وحيثُ كان للمعنى الواحد كلمتان ثلاثية ورباعية ولا مُرّجَّح لإحداهما على الأخرى كان العدول إلى الرباعيّة عدولاً عن الأفصح ولم يوجد هذا القرآن الكريم .
انتهى .
الثانية عشرة - قال الإمام أبو القاسم الحسين بن محمد بن المفضَّل : المشهور بالراغب وهو من أئمة السُّنة والبلاغة في خُطبة كتابه المفردات : فألفاظ القرآن : هي لبُّ كلام العرب وزُبْدَتُه وواسطته وكرائمه وعليها اعتمادُ الفقهاء والحكماء في أحكامهم وحكَمهم وإليها مَفْزَعُ حُذَّاق الشعراء والبُلَغاء في نُظْمهمَ ونَثْرهم وما عداها وما عداَ الألفاظ المتفرعات عنها والمشتَقات منها .
هو بالإضافة إليها كالقشُور والنَّوَى بالإضافة إلى أطايب الثمرة وكالحُثالة وَالتّبْن بالنسبة إلى لُبُوب الحنْطة .
انتهى .
الثالثة عشرة - ألَّف ثعلب كتابه الفصيح المشهور التزّم فيه الفصيحَ والأفصحَ مما يجري في كلام الناس وكُتُبهم وفيه يقول بعضهم : - من المتقارب - .
( كتاب الفصيح كتاب مفيد ... يقال لقاريه ما أَبْلَغَه ! ) .
( بُنيّ عليك به إنه ... لُبَابُ اللبيب وضنْوُ اللُّغه ) وقد عكفَ الناسُ عليه قديماً وحديثاً واعْتَنَوْا به فشرحه ابن دَرَسْتَويه وابن خالويه والمرزوقي وأبو بكر بن حيَّان وأبو محمد بن السيد البطليوسي وأبو عبد اللّه بن هشام اللخمي وأبو إسحاق إبراهيم بن علي الفهري وذيَّل عليه الموفق عبد اللطيف البغدادي بذيل يُقَاربُه في الحَجْم ونَظمه ومع ذلك ففيه مواضعُ تعقَّبها الحُذَّاق عليه .
قال أبو حفص الضرير : سمعت أبا الفتح ابن المراغي يقول : سمعتُ إبراهيم