العاشرة - قال في عروس الأفراح : الثلاثيُّ أحسنُ من الثُّنَائي والأحادي ومن الرباعي والخماسي فذكر حازم وغيرُه من شروط الفصاحة : أن تكونَ الكلمةُ متوسطةً بين قلَّة الحروف وكثرتها والمتوسطةُ ثلاثة أحرف فإن كانت الكلمةُ على حرف واحد مثل ( ق ) فعل أمْر في الوصل قَبُحَتْ وإن كانت على حرفين لم تقبح إلا أن يليَها مثلُها .
وقال حازم أيضاً : المُفْرط في القصَر ما كان على مقطع مقصور والذي لم يُفْرط ما كان على سبب والمتوسط ما كان على وتد أو على سبب ومقطع مقصور أو على سببين والذي لم يُفْرط في الطول ما كان على وتد وسبب والمفْرط في الطول ما كان على وتدين أو على وتد وسببين .
قال : ثم الطولُ تارة يكون بأصل الوَضْع وتارةً تكونُ الكلمةُ متوسطةً فتطيلها الصلة وغيرها كقول أبي الطَّيب : - من الكامل - .
( خَلَت البلادُ من الغَزَالة ليلَها ... فأعاضَهَاكُ اللّهُ كي لا تحزنا ) .
وقول أبي تمام : - من الكامل - .
( ورفعت للمستنشدين لوائي ... ) .
قال في عروس الأفراح : فإن قلْت : زيادةُ الحروف لزيادة المعنى كما في اخْشَوْشَنَ ومقتدر وكَبْكَبُوا فكيفَ جعلتم كثرةَ الحروف مُخلاًّ بالفصاحة مع كثرة المعنى فيه قلت : لا مانع من أن تكون إحدى الكلمتين أقلَّ معَنىً من الأخرى وهي أفصحُ منها إذ الأمور الثلاثة التي يشترط الخلوص عنها لا تعلّق لها بالمعنى .
الحادية عشرة - قال في عروس الأفراح : ليس لكل معنى كلمتان : فصيحةٌ