ومن أمثلة ما رُويَ في هذا الفنّ عن النساء والعبيد قال أبو زيد في نَوَادره : قلت لأعرابية بالعُيون ابنة مائة سنة : مالك لا تأتين أهل الرققة فقالت إني أخْزى أن أمشي في الزّقاق : أي أستحي .
وقال أبو زيد : زعموا أن امرأةً قالت لابنتها : احفظي بيتك ممن لا تنشرين أي لا تَعْرفين .
وفي الجمهرة : قال عبد الرحمن عن عمه قال : سمعتُ أعرابيّة تقول لابنتها : همّمي أصابعك في رأسي أي حرّكي أصابعك فيه .
وفي الجمهرة : المنيئة : الدّباغ يُدْبغ به الأديم والنَّفْس : كفٌّ من الدباغ : قال الأصمعي : جاءت جاريةٌ من العرب إلى قوم منهم فقالت : تقول لكم مولاتي : أعطوني نَفْساً أو نَفْسَين أمْعَس به مَنيئتي فإني أَفدَة أي مُسْتَعجلة .
وفيها : قال أبو حاتم : قلتُ لأم الهيثم : ما الوَغْد فقالت : الضعيف .
فقلت : إنك قلت مرّة الوغد : العبد ! فقالت : ومن أَوْغد منه .
وفي الغريب المصنف : قال الأصمعي أخبرني أبو عمرو بن العَلاَء قال : قال لي ذو الرّمة : ما رأيت أفصح من أمَة بني فلان ! قلت لها : كيف كان مطركم فقالت غثْنا ما شئْنا .
الثالثة - قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في فتاويه : اعْتُمد في العربية على أشعار العرب وهم كُفّار لبُعْد التَّدليس فيها كما اعتُمد في الطّب وهو في الأصل مأخوذ عن قوم كفّار لذلك .
انتهى .
ويُؤخذ من هذا أن العربيَّ الذي يُحْتَجُّ بقوله لا يشترط فيه العَدَالة بخلاف رَاوي الأشعار واللّغات .
وكذلك لم يشترطوا في العربيّ الذي يُحتجّ بقوله البلوغ فأخذوا عن الصّبيان