ومن ذلك ما ذكرته في وصف المسلوبين في فصل من جملة كتاب يتضمن البشرى بهزيمة الكفار وهو فسلبوا وعاضتهم الدماء عن اللباس فهم في صورة عار وزيهم زي كاس وما أسرع ما خيط لهم لبساها المحمر غير أنه لم يجب عليهم ولم يزر وما لبسوه حتى لبس الإسلام شعار النصر الباقي على الدهر وهو شعار نسجه السنان الخارق لا الصنع الحاذق ولم يغب عن لابسه إلا ريثما غابت البيض في الطلى والهام وألف الطعن بين ألف الخط واللام .
وهذه معان حسنة رائقة ومنها معنى واحد مأخوذ من شعر البحتري وهو .
( سُلِبوا وَأَشْرَقَتِ الدِّمَاءُ عَلَيْهِمُ ... مُحْمَرَّةً فَكَأَنَّهُمْ لَمْ يُسْلَبُوا ) .
ومن ذلك ما ذكرته في صدر كتاب يتضمن فتحا وهو أصدر هذا الكتاب والفتح غض طري لم تنصل حمرة يومه ولا أغمدت سيوف قومه فسطوره متربة بمثار عجاجه ممتلئة بخط ضربه وإعجام زجاجه .
وهذا المعنى ينظر إلى قول أبي تمام .
( كتَّبْتَ أوْجُهَهُمْ مَشْقَاً وَنَمْنَمَةً ... ضَرْباً وَطَعْناً يُقاتُ الْهَامَ والصُّلُفا ) .
( كِتَابَةً ما تَنِي مَقْرُوءَةً أبَداً ... وَمَا خَطَطْتَ بِهَا لاَماً وَلاَ ألِفَا ) .
إن أن أبا تمام مثل أثار الضرب والطعان في الوجوه بالكتابة وأما مثلت الكتابة