وكذلك قال البحتري .
( ادْفَعْ بأَمْثَالِ أَبي غَالِبٍ ... عَادِيَةَ الْعُدْمِ أَوِ اسْتَعْفِفِ ) أخذه ممن تقدمه حيث قال .
( انْتُجِ الْفَضْلَ أَوْ تَخَلّ عَنِ الدُّنْيا فَهَاتَانِ غَايةُ الْهِمَمِ ) فالبحتري أخذ بعض هذا المعنى ولم يستوفه .
وكذلك ورد قول ابن الرومي .
( نَزَلْتُمْ عَلَى هَامِ الْمَعَالِي إذَا ارْتَقَى ... إِليْهَا أُنَاسُُ غَيْرُكُمْ بِالسَّلاَلِم ) أخذه أبو الطيب المتنبي فقال .
( فَوْقَ السَّماءِ وَفَوْقَ مَا طَلَبُوا ... فَإذَا أَرَادُوا غايَةً نَزَلُوا ) وهذا بعض المعنى الذي تضمنه قول ابن الروميلأنه قال إنكم نزلتم على هام المعالي وإن غيركم يرقى إليها رقيا وأما المتنبي فإنه قال إنكم إذا أردتم غاية نزلتم وأما قوله " فوق السماء " فإنه يغني عنه قول ابن الرومي " نزلتم على هام المعالي " إذ المعالي فوق كل شيءلأنها مختصة بالعلو مطلقا .
الضرب السادس من السلخ وهو أن يؤخذ المعنى فيزاد عليه معنى آخر .
فمما جاء منه قول الأخنس بن شهاب .
( إذا قَصُرَتْ أَسْيافُنَا كَانَ وَصْلُها ... خُطانَا إلَى أَعْدَائِنَا فَنُضَارِبُ ) أخذه مسلم بن الوليد فزاد عليه وهو قوله .
( إنْ قَصَّرَ الرُّمْحُ لَمْ يَمْشِ الْخُطَا عَدَداً ... أوْ عَرَّدَ السَّيْفُ لَمْ يَهْمُمْ بِتَعْرِيدِ ) وكذلك ورد قول جرير في وصف أبيات من شعره