وكل قسم من هذه الأقسام يتنوع ويتفرع وتخرج به القسمة إلى مسالك دقيقة وقد استأنفت ما فاتني من ذلك في هذا الكتابِ والله الموفق للصواب .
ومن المعلوم أن السرقات الشعرية لا يمكن الوقوف عليها إلا بحفظ الأشعار الكثيرة التي لا يحصرها عدد فمن رام الأخذ بنواصيها والاشتمال على قواصيها بأن يتصفح الأشعار تصفحا ويقتنع بتأملها ناضرافإنه لا يظفر منها إلا بالحواشي والأطراف .
وكنت سافرت إلى الشام في سنة سبع وثمانين وخمسمائة ودخلت مدينة دمشقفوجدت جماعة من أدبائها يلهجون ببيت من شعر ابن الخياط في قصيد له أولها .
( خُذَا مِنْ صَبَا نَجْدٍ أماناً لِقَلْبِهِ ... ) ويزعمون أنه من المعاني الغريبة وهو .
( أَغارُ إذا آنَسْتُ في الحَيِّ أنَّةً ... حَذاراً عَلَيْهِ أَنْ تَكُونَ لِحُبِّهِ ) فقلت لهم هذا البيت مأخوذ من شعر أبي الطيب المتنبي في قوله