وهذا الذي أنكره ابن سنان هو عين المعروف في هذه الصناعة .
( إنَّ الَّذِي تَكْرَهُونَ مِنْهُ ... هُوَ الّذِي يَشْتَهِيه قَلبِي ) وسأبين فساد ما ذهب إليه فأقول أما قوله ( إنه يجب على الإنسان إذا خاض في علم أو تكلم في صناعة أن يستعمل ألفاظ أهل ذلك العلم وأصحاب تلك الصناعة ) فهذا مسلم إليه ولكنه شذ عنه أن صناعة المنظوم والمنثور مستمدة من كل علم وكل صناعةلأنها موضوعة على الخوض في كل معنى وهذا لا ضابط له يضبطه ولا حاصر يحصره فإذا أخذ مؤلف الشعر أو الكلام المنثور في صوغ معنى من المعاني وأداه ذلك الى استعمال معنى فقهي أو نحوي أو حسابي أو غير ذلك فليس له أن يتركه ويحيد عنه لأنه من مقتضيات هذا المعنى الذي قصده ألا ترى إلى قول أبي تمام في الاعتذار .
( فَإنْ يَكُ جُرْمُُ عَنَّ أَوْتَكُ هَفْوَةُُ ... عَلَى خَطَإ مِنّي فَعُذْري عَلَى عَمْدِ )