فقال منها .
( فَهَلْ أَنْتَ يا ابْنَ الرَّاشِدينَ مُخَتِّمِي ... بيَاقُوتَةٍ تبهى عَلَيَّ وَتُشْرقُ ) وهذا من الأدب الحسن في خطاب الخليفةفإنه لم يخاطبه بأن قال ختمني بياقوتة على سبيل الأمر بل خاطبه على سبيل الاستفهام وقد أعجبني هذا المذهب وحسن عندي .
وقد حذا حذو البحتري شاعر من شعراء عصرنا فقال في مدح الخليفة الناصر لدين الله أبي العباس أحمد من قصيدة له على قافية الدالفقال من أبيات يصف بها قصده .
( أَمَقْبُولَةٌ يَا ابْنَ الْخَلائِفِ مِنْ فَمِي ... لَدَيْكَ بِوَصْفِي غَادَةُ الشِّعْرِ رُؤْدَهْ ) فقوله " أمقبولة " من الأدب الحسن الذي نسج فيه على منوال البحتري .
وهذا باب مفرد وهو باب الاستفهام في الخطاب وإذا كان الشاعر فطنا عالما بما يضعه من الألفاظ والمعاني تصرف في هذا الباب بضروب التصرفات واستخرج من ذات نفسه شيئا لم يسبقه إليه أحد واعلم أن من المعاني ما يعبر عنه بألفاظ متعددة ويكون المعنى المندرج تحتها واحدافمن تلك الألفاظ ما يليق استعماله بالمدح ومنها ما يليق استعماله