وكذلك ورد قول السلامي .
( إلَيْكَ طَوَى عُرْضَ الْبَسِيطَةِ جَاعِلٌ ... قُصَارَى المَطَايَا أَنْ يَلُوحَ لَهَا الْقَصْرُ ) .
( وَبَشَّرْتُ آمَالي بِمَلْكٍ هُوَ الْوَرَى ... وَدارٍ هِيَ الدُّنْيا ويَوْمٍ هُوَ الدَّهْرُ ) وعليه ورد قول البحتري .
( وَلَقَدْ أَتَيْتُكَ طالِباً فَبَسَطْتَ مِنْ ... أَمَلي وَأَطْلَبَ جُودَ كَفِّكَ مَطْلَبِي ) وجل خطاب الشعراء للممدوحين إنما هو بالكاف وذلك محظور على الكتابفإنه ليس من الأدب عندهم أن يخاطب الأدنى الأعلى بالكاف وإنما يخاطبه مخاطبة الغائب لا مخاطبة الحاضرِعلى أن هذا الباب بجملته يوكل النظر فيه إلى فطانة الخطيب والشاعر وليس مما يوقف فيه على المسموع خاصة .
ومن ألطف ما وجدته أنك إذا خاطبت الممدوح أن تترك الخطاب بالأمر بأن تقول افعل كذا وكذا وتخرجه مخرج الاستفهام وهذا الأسلوب حسن جدا وعليه مسحة من جمال بل عليه الجمال كله .
فما جاء منه قول البحتري في قصيدة أولها .
( بِوُدِّيَ لَوْ يَهْوَى الْعَذُولُ وَيَعْشَقُ ... )