وقد استعمل هذا في شعره حتى أفحش كقوله .
( أَنْتَ دَلْوٌ وَذَوُ السَّمَاحِ أبُو مُوسَى ... قَلِيبٌ وَأَنْتَ دَلْوُ الْقَلِيبِ ) ومراده من ذلك أنه جعله سببا لعطاء المشار إليه كما أن الدلو سبب في امتياج الماء من القليب ولم يبلغ هذا المعنى من الإغراب إلى حد يدندن أبو تمام حوله هذه الدندنة ويلقيه في هذا المثال السخيف على أنه لم يقنع بهذه السقطة القبيحة في شعره بل أوردها في مواضع أخرى منهفمن ذلك قوله .
( مَا زَالَ يَهْذِي بِالمَكَارِمِ وَالعُلا ... حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ مَحْمُومُ ) فإنه أراد أن يبالغ في ذكر الممدوح باللهج بالمكارم والعلا فقال " مازال يهذي " وما أعلم ما كانت حاله عند نظم هذا البيت .
وعلى نحو منه جاء قول بعض المتأخرين