قوله " إذا الهيابة النكس " تفريط في المدح بل كان الأولى أن يقول إذا البطل كذب وإلا فأي مدح في إقدام المقدم في الموضع الذي يفر منه الجبان ؟ وألا [ قال ] كما قال أبو تمام .
( فَتًى كُلَّمَا ارْتَادَ الشُّجَاعُ مِنَ الرَّدَى ... مَفَرّاً غَدَاةَ المَأْزِقِ ارْتَادَ مَصْرَعَا ) وعلى أسلوب البحتري ورد قول بعضهم من شعراء الحماسة .
( وَإِنِّي لَقَوَّالُُ لِعَافِيَّ مَرْحَباً ... وَلِلطَّالِبِ المَعْرُوفِ إِنَّكَ وَاجِدُهْ ) .
( وَإِنِّي لَمِمَّنْ أَبْسُطُ الْكَفَّ بِالنَّدَى ... إذَا شَنِجَتْ كَفُّ الْبَخِيلِ وَسَاعِدُهْ ) وهذا معيب من جهة أنه لا فضل في بسط يده عند قبض يد البخيل وإنما الفضيلة في بسطها عند قبض الكرام أيديهم