( يَوْمُ المُتَيَّمِ فِيكَ حَوْلُُ كَامِل ... يَتَعاقَبُ الْفَضْلاَنِ فِيهِ إِذَا أَتَى ) .
( ما بَيْنَ حَرِّ جَوًى وَمَاءِ مَدَامِعٍ ... إِنْ حَنَّ صَافَ وإِنْ بَكَى وَجْداً شَتَا ) ومما أخذ على الفرزدق في هذا الباب قوله .
( لَقَدْ جِئْتَ قَوْماً لَوْ لَجَأْتَ إِلَيْهِمُ ... طَرِيدَ دَمٍ أَوْ حَامِلاً ثُقْلَ مَغْرَمِ ) .
( لأَلْفَيْتَ مِنْهُمْ مُعْطِياً أَوْ مُطَاعِناً ... وَرَاءكَ شَزْراً بِالْوَشِيجِ المُقَوَّمِ ) لأنه أصاب في التفسير وأخطأ في الترتيب وذاك أنه أتى بتفسير ما هو أول في البيت الأول ثانيا في البيت الثاني والأولى أن كان أتى بتفسير ذلك مرتباففسر ما هو أول في البيت الأول بما هو ثان في البيت الثاني .
واعلم أن الناظم لا ينكر عليه مثل هذا ما ينكر على الناثرلأن الناظم يضطره الوزن والقافية إلى ترك الأولى .
وأما فساد التفسير فإنه أقبح من فساد ترتيبه وذاك أن يؤتى بكلام ثم يفسر تفسيرا لا يناسبه وهو عيب لا تسامح فيه بحال وذلك كقول بعضهم .
( فَيَأيُّهَا الْحَيْرَانُ فِي ظُلْمَةِ الدُّجَى ... وَمَنْ خَافَ أنْ يَلْقَاهُ بَغْيٌ مِنَ الْعِدَى )