فصار غريبا عجيبا وذاك أنه قال سقيت بالنار وقال إن النار تشفي من الأوار وهو العطش وهذا من محاسن ما يأتي في هذا الباب .
ومما يجري على هذا النهج قول أبي نواس في شجر الكرم .
( لَنَا هَجْمَةَ لاَ يَدَّرِي الذّئْبُ سَخْلَهَا ... وَلاَ رَاعَهَا غَضُّ الْفِحَالَةِ وَالْحَظْرُ ) .
( إذَا امْتُحِنَتْ أَلْوَانُهَا مالَ صَفْوُهَا ... إِلى الْحُوِّ إلاّ أنّ أوْبَارَهَا خُضْرُ ) ومن هذا القبيل قول بعضهم .
( سَبْعٌ رَوَاحِل مَا يُنِخْنَ مِن الْوَنَا ... شِيَمٌ تُسَاقُ بِسَبْعَةٍ زُهْرِ ) .
( مُتَوَاصِلاتٌ لا الدُّءوبُ يُمِلُّها ... بَاقٍ تَعَاقُبُهَا عَلَى الدَّهْرِ ) .
هذان البيتان يتضمنان وصف أيام الزمان ولياليه وهي الأسبوعفإن الزمان عبارة عنه وذلك من الألغاز الواقعة في موقعها .
وعلى هذا الأسلوب ورد قول أبي الطيب المتنبي في السن من جملة قصيدته التي مدح بها سيف الدول عند ذكر عبوره الفرات وهي .
( الرَّأْيُ قَبْلَ شَجَاعَةِ الشُّجْعَانِ ... )