( رَدَدْتَ رَوْنَقَ وَجْهِي فِي صَحِيفَتِهِ ... رَدَّ الصِّقَالِ بَهَاءَ الصَّارِمِ الْخَذِمِ ) ( وَمَا أُبَالِي وَخَيْرُ الْقَوْلِ أَصْدَقُهُ ... حَقَنْتَ لِي مَاءَ وَجْهِي أمْ حَقَنْتَ دَمِي ) فقوله " وخير القول أصدقه " اعتراض بين المفعول والفعل لأن موضع حقنت نصب إذ هو مفعول أبالي وفائدته إثبات ما ماثل به بين ماء الوجه والدم أي أن هذا القول صدق ليس بكذب .
وأما القسم الثاني - وهو والذي يأتي في الكلام كخروجه منه لا يكتسب به حسنا ولا قبحا فمن ذلك قول النابغة .
( يَقُولُ رِجَالٌ يَجْهَلُونَ خَلِيقَتِي ... لَعَلَّ زِيَاداً لاَ أَبالَكَ غافِلُ ) فقوله " لا أبالك " من الاعتراض الذي لا فائدة فيه وليس مؤثرا في هذا البيت حسنا ولا قبحا .
ومثله جاء قول زهير .
( سَئِمْتُ تَكاليفَ الْحَيَاةِ وَمَنْ يَعِشْ ... ثَمانِينَ حَوْلاً لا أَبالَكَ يَسْأَمِ ) .
وقد وردت هذه اللفظة - وهي " لا أبالك " - في موضع آخر فكان للاعتراض بها فائدة حسنة كقول أبي تمام .
( عِتَابَكِ عَنِّي لاَ أبالَكِ واقْصِدِي ... )