( فَلَوْ سَأَلَتْ سَرَاةَ الْحَيِّ سَلْمَى ... عَلَى أنْ قَدْ تَلَوَّنَ بِي زَمَانِي ) .
( لَخَبَّرَهَا ذَوُو أحَسْابِ قَومِي ... وَأَعْدَائِي فَكُلٌّ قَدْ بَلاَنِي ) .
وهذا اعتراض بين " لو " وجوابها وهو من فائق الاعتراض ونادره وتقديره فلو سألت سراة الحي سلمى لخبرها ذوو أحساب قومي و أعدائي وفائدة قوله " على أن قد تلون بي زمان " أي أنهم يخبرون عني على تلون الزمان بي يريد تنقل حالاته من خير وشر وليس من عجمه الزمان وأبان عن جوهره كغيره ممن لم يعجمه ولا أبان عنه .
ومن ذلك قول أبي تمام .
( وَإِنَّ الْغِنَى لِي إنْ لَحَظْتَ مَطَالِبِي ... مِنَ الشِّعْرِ إِلاَّ فِي مَدِيحِكَ أطْوَعُ ) .
وهذا البيت في اعتراضان الأول بين اسم " إن " وخبرها وتقديره وإن الغنى أطوع لي من الشعر فاعترض بين الاسم والخبر بقوله " إن لحظت مطالبي " وأما الاعتراض الثاني فقوله " إلا في مديحك " فجاء بالجملة الاستثنائية مقدمة وموضعها التأخير فاعترض بها بين الجملة التي هي خبر إن وتقدير البيت بجملته وأن الغنى أطوع لي من الشعر إن لحظت مطالبي إلا في مديحك وفائدة قوله " إلا في مديحك " من الاعتراض الذي اكتسب به الكلام رقة فائدة حسنة والمراد به وصف جود الممدوح بالإسراع ووصف خاطر شعره بالإسراع إذا كان في مدحه خاصة دون غيره فهذا الاعتراض يتضمن مدح الممدوح والمادح معا وهو من محاسن ما يجيء في هذا الموضع .
وكذلك ورد قوله