فأطالت من شهرته وضمنته نصرة الدين الحنيف الذي لله عناية بنصرته وجعلته تاريخا يؤرخ بفتحه كما أرخ للنبي بدار هجرته وإذا أنصف واصفه قال إنه لليوم البدري في اقتراب النسب وإنه العجيبة التي لم تجفل عنها الأيام في صفر وإنما أجفلت عنها في رجب فما أكثر الفائز فيه والمغبون والمسرور والمحزون فمن جد راكب ومن جد راجل ومن عز قادم وذل راحل ولطالما جد الخادم في السعي له وأبصار العدا تزلقه وألسنتهم تسلقه وما منهم إلا من أكثر الشناعة بأن ذلك السعي للاستكثار من البلاد والله يعلم أنه لم يكن إلا للاستكثار من موارد الجهاد لا جرم أن صدق النية كان له عقبى الدار وتلك الأقوال الكاذبة كان لها عقبى البوار ويوم هذا الفتح يفتقر قبله إلى أيام تجلو بياضه عن سوادها ويلقح لها بطون المساعي حتى يكون لها نتيجة ميلادها ولما ظفر به الخادم لم يكن لأهل النجامة فيه قول يرد كذابه ولا يقبل صوابه والشهب الطالعة على ذوات السروج نبأ من الشهب الطالعة من ذوات البروج على أنهما وإن اتفقا رجما فإنهما يختلفان علما فعلم هذه يسأل عنه ثغر الأعناق وعلم هذه يسأل عنه بطون الأوراق ولما دخل البلد وجد به أمما لولا أن ضربت عليهم الذلة لدافعوا المنايا مكاثرة وغالبوا السيوف مصابرة وهم طوائف مختلفو الألسنة والألوان وإن قيل إنهم أناسي فإن صورهم صور الجان ومنهم طائفة استشعرت حبس نفوسها وفحصت الشعر عن أوساط رءوسها وتوحشت بالرهبانية حتى ارتاعت العيون من أشكالها ولبوسها ولما رأوا طلعة الإسلام داخلة عليهم أعلنوا بالجؤار واصطرخوا جميعا كما يصطرخون غدا في النار وزادهم غيظا إلى غيظهم أنهم رأوا الصلاة قائمة وقد صار الناقوس أذانا وكلمة الكفر إيمانا وأقيمت الجمعة وهي أول جمعة حظي الأقصى بمشهدها وحضرتها الأمة الإسلامية بأحمرها وأسودها فمن باك بدمعة سروره الباردة ومن مجيل نظره في نعمة الله الواردة ومن شاكر للزمن الذي أبقاه إلى يومه هذا الذي كل الأيام له حاسدة من كان ولده تقدم قبله أو بعده فكأنه لم يولد وكانت هذه الجمعة في رابع شعبان وهو الشهر الذي جعله الله طليعة لشهر الصيام وليلة نصفه هي الليلة المعروفة بإحياء قيامها إلى حين وفاة شخص الظلام والتي يغفر فيها لأكثر من شعر غنم كلب من ذوي الذنوب والأثام وجيء باللواء الأسود فركز من المنبر في أعلاه ونطق لسان حاله فقال من كان