لذهب كل إله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض ) تقديره ذلك إذا لو كان معه آلهة لذهب كل إله بما خلق .
وكذلك ورد قوله تعالى ( وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون ) تقديره إذا لو فعلت ذلك لارتاب المبطلونِ وهذا من أحسن المحذوفات .
ومما جاء من ذلك شعراً قول بعضهم في صدر الحماسة .
( لَوْ كُنْتُ مِنْ مَازِنٍ لَمْ تَسْتَبِحْ إِبِلِي ... بَنُو اللَّقِيطَةِ مِنْ ذُهْلِ بِنْ شَيْبَانَا ) .
( إِذَاً لَقَامَ بِنَصْرِي مَعْشَرٌ خُشُنٌ ... عِنْدَ الْحَفِيظَةِ إِنْ ذُو لُوثَةٍ لانَا ) .
فلو في البيت الثاني محذوفة لأنها في البيت الأول قد استوفت جوابها بقوله ( لم تستبح إبلي ) ثم حذفها في الثاني وتقدير حذفها إذا لو كنت معهم لقام بنصري معشر خشن وإذا لو كانوا قومي لقام بنصري معشر حسن .
وأما حذف جواب ( لو ) فإنه كثير شائع وذلك كقولك لو زرتنا لما ألممت بنا معناه لأحسنا إليك أو لأكرمناك أو ما جرى هذا المجرى .
مما ورد منه في القرآن الكريم قوله تعالى ( ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب ) فإن جواب ( لو ) ههنا محذوفِ تقديره لرأيت أمراً عظيماً وحالاً هائلة أو غير ذلك مما جرى مجراه .
ومما جاء على نحو من هذا قوله D ( ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون ) تقديره لو يعلمون الوقت الذي يستعجلونه وهو وقت صعب شديد تحيط بهم فيه النار من وراء وقدام ولا يقدرون على دفعها عن أنفسهم ولا يجدون ناصراً ينصرهم لما كانوا بتلك الصفة من الكفر والاستهزاء والاستعجال ولكن جهلهم به هو الذي هونه عليهم