ثم حذف الشرط وعوض من حذفه تقديم المفعول مع إفادة تقديمه معنى الاختصاص والإخلاص .
ومن هذا الضرب قوله تعالى ( فمن كان منكم مريضاً أو به أذى من رأسه ففديه ) أي فحلق فعليه فدية .
وكذلك قولهم الناس مجزيون بأعمالهم إن خيراً فخيراًِ وإن شراً فشراً أي إن فعل المرء خيراً جزي خيراً وإن فعل شراً جزي شراً .
وعلى نحو من ذلك جاء قوله تعالى ( ومن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر ) تقدير ذلك فأفطر فعدة من أيام أخر ولهذا ذهب داود الظاهري إلى الأخذ بظاهر الآيةِ ولم ينظر إلى حذف الشرط فأوجب القضاء على المريض والمسافر سواء أفطر أم لم يفطر .
ومن حذف الشرط قوله تعالى ( يوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون ) اعلم أن هذه الفاء التي في قول الشاعر ( فقد جئنا خراسانا ) وحقيقتها أنها في جواب شرط محذوف يدل عليه الكلام كأنه قال إن صح ما قلتم إن خراسان أقصى ما يراد بنا فقد جئنا خراسان وآن لنا أن نخلصِ وكذلك هذه الآية يقول إن كنتم منكرين للبعث فهذا يوم البعث أي قد تبين بطلان قولكم .
أما حذف جواب الشرط فكقوله تعالى ( قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) فإن جواب الشرط ههنا محذوف تقديره إن كان القرآن من عند