( إِذَا لاقَيْتِ قَوْمِي فَاسْأَلِيهِمْ ... كَفَى قَوْماً بِصَاحِبِهِمْ خَبِيرَا ) .
( هَل اعْفُو عَنْ أُصُولِ الْحَقِّ فِيهِمْ ... إِذَا عَسُرَتْ وَأَقْتَطِعُ الصُّدُورَا ) .
أراد أنه يقتطع ما في الصدور من الضغائن والأوغام أي يزيل ذلك بإحسانه من عفو وغيرهِ فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه .
أما حذف المضاف إليه فإنه قليل الاستعمال ( لله الأمر من قبل ومن بعد ) أي من قبل ذلك ومن بعده .
وربما أدخل في هذا الموضع ما ليس منه كقوله تعالى ( ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ) قيل أراد ظهر الأرض فحذف المضاف إليهِ وليس كذلك فإن الهاء والألف قائمة مقام الأرض ألا ترى أن قوله ( ظهرها ) يريد الأرض لأنه ضمير راجع إليها .
وكذلك ورد قول جرير .
( إِذَا أَخَذَتْ قَيْسٌ عَلَيْكَ وَخِنْدِفٌ ... بِأَقْطَارِهَا لَمْ تَدْرِ مِنْ أَيْنَ تَسْرَحُ ) .
وهذا لا يسمى إيجازاً وإنما هو تعويض بالضمير عن الضمير .
الضرب الخامس وهو حذف الموصوف والصفة وإقامة كل منهما مقام الآخر ولا يكون اطراده في كل موضع وأكثره يجيء في الشعر وإنما كانت كثرته في الشعر دون الكلام المنثور لامتناع القياس في اطراده .
فمما جاء منه في الشعر قول البحتري من أبيات في صفة إيوان كسرى فقال في