وكذلك ورد قوله .
( يَمشُونَ فِي زَعْفٍ كَأَنَّ مُتُونَهَا ... فِي كُلِّ مَعْرَكَةٍ مُتُونُ نِهَاء ) .
( بِيضٌ تَسِيلُ عَلَى الْكُمَاةِ نُصُولُهَا ... سَيْلَ السَّرَابِ بِقَفْرةٍ بَيْدَاءِ ) .
( فَإِذَا الأَسِنَّةُ خَالَطَتْهَا خِلْتَهَا ... فِيها خَيَالَ كَوَاكِبٍ في مَاءٍ ) .
فالبيتان الأخيران هما اللذان تضمنا تشبيه المركب بالمركب وإنما جئنا بالبيت الأول سياقة إلى معناهما وهو من التشبيه الذي أحسن فيه البحتري وأغرب .
ومن هذا الباب ما ورد لبعض الشعراء في وصف الخمر فقال .
( كَانَتْ سِرَاجَ أُنَاسٍ يَهْتَدُونَ بِهَا ... فِي سَالِفِ الدَّهْرِ قَبْلَ النَّارِ وَالنُّورِ ) .
تَهْتَزُّ فِي الْكَأْسِ مِنْ ضَعْفٍ ومِنْ هَرَمٍ ... كَأَنَّهَا قَبَسٌ فِي كَفِّ مَقْرُورِ ) .
وقد يندر للناظم أو الناثر شيء من كلامه يبلغ الغاية التي لا أمد فوقها وهذان البيتان من هذا القبيل .
ومن أغرب ما سمعته في هذا الباب قول الحسين بن مطير يرثي معن بن زائدة