وأما ما جاء من القسم الخامس فكقول الفرزدق يهجو جريرا .
( مَا ضَرَّ تَغْلِبَ وَائِلٍ أهَجَوْتَهَا ... أمْ بُلْتُ حَيْثُ تَنَاطَحَ الْبَحْرَانِ ) .
فشبه هجاء جرير تغلب وائل ببوله في مجمع البحرين فكما أن البول في مجمع البحرين لا يؤثر شيئا فكذلك هجاؤك هؤلاء القوم لا يؤثر شيئا وهذا البيت من الأبيات الذي أقر له الناس بالحسن .
وكذلك ورد قوله أيضا .
( قَوَارِصُ تَأْتِينِي وَتَحْتِقرُونَهَا ... وَقَدْ يَمْلأُ الْقطْرُ الإِنَاءَ فَيُفْعَمُ ) .
فإنه شبه القوارص التي تأتيه محتقرة بالقطر الذي يملأ الإناء على صغر مقداره يشير بذلك إلي أن الكثرة تجعل الصغير من الأمر كبيرا .
وهذا الموضع يشكل على كثير من علماء البيان ويخلطونه بالاستعارة كقول البحتري في التعزية بولد