ورأيت أبا محمد عبد الله بن سنان الخفاجي C تعالى قد خلط الاستعارة بالتشبيه المضمر الأداة ولم يفرق بينهما وتأسى في ذلك بغيره من علماء البيان كأبي هلال العسكري والغانمي وأبي القاسم الحسن بن بشر الآمدي على أن أبا القاسم بن بشر الآمدي كان أثبت القوم قدما في فن الفصاحة والبلاغة وكتابه المسمى ب الموازنة بين شعر الطائيين يشهد له بذلك وما أعلم كيف خفي عليه الفرق بين الاستعارة والتشبيه المضمر الأداة .
ومما أورده ابن سنان في كتابه الموسوم ب سر الفصاحة قول امرئ القيس في صفة الليل .
( فَقُلْتُ لَهُ لَمَّا تَمَطَّى بِصُلْبِهِ ... وَأَرْدَفَ أَعْجَازاً وَنَاءَ بِكَلْكَلِ ) .
وهذا البيت من التشبيه المضمر الأداة لأن المستعار له مذكور وهو الليل وعلى الخطأ في خلطه بالاستعارة فإن ابن سنان أخطأ في الرد على الآمدي ولم يوفق للصواب وأنا أتكلم على ما ذكره ولا أضايقه في الاستعارة والتشبيه بل أنزل معه على ما رآه من أنه استعارة ثم أبين فساد ما ذهب إليه .
وذاك أن الآمدي قال في كتاب الموازنة إن امرأ القيس وصف أحوال