فقوله كعب عرضك وخذ مالك مما يستقبح ويستنكر ومراده من ذلك أن عرضك مصون ومالك مبتذل إلا أنه عبر عنه أقبح تعبير وأبو تمام يقع في مثل ذلك كثيرا .
وأما الضرب الآخر من التوسع فإنه يرد على غير وجه الإضافة وهو حسن لا عيب فيه وقد ورد في القرآن الكريم كقوله تعالى ( ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ) فنسبة القول إلى السماء والأرض من باب التوسع لأنهما جماد والنطق إنما هو للإنسان لا للجماد ولا مشاركة ههنا بني المنقول والمنقول إليه .
وكذلك قوله تعالى ( فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين ) .
وعليه ورد قول النبي فإنه نظر إلى أحد يوما فقال ( هذا جبل يحبنا ونحبه ) فإضافة المحبة إلى الجبل من باب التوسع إذ لا مشاركة بينه وبين الجبل الذي هو جماد .
وعلى هذا ورد مخاطبة الطلول ومساءلة الأحجار كقول أبي تمام .
( أَميْدَانَ لَهْوِي مَنْ أتَاحَ لَكَ الْبِلَى ... فَأَصْبَحْتَ مَيْدَانَ الصَّبَا وَالْجِنَائِبِ ) .
وكقول أبي الطيب المتنبي .
( إِثْلِثْ فإِنَّا أيُّهَا الطَّلَلُ ... نَبْكِي وَتُرْزِمُ تَحْتَنَا الإٍبِلُ )