( أسْلَمَتْهُ إِلَى الرُّقَادِ رِجَالٌ ... لَمْ يَكُونُوا عَنْ وِتْرِهِمْ بِرُقُودِ ) .
( تَحْسُدُ الطَّيْرُ فِيهِ ضَبْعَ الْبَوَادِي ... وَهْوَ في غَيْرِ حَالَةِ المَحْسُودِ ) .
( غَابَ عَنْ صَحْبِهِ فَلاَ هُوَ مَوْجُودُ ... لَدَيْهِمْ وَلَيْسَ بِالْمَفْقُودِ ) .
وَكَأَنَّ امْتِدَادَ كَفَّيْهِ فَوْقَ الْجِذْعِ ... في مَحْفِلِ الرَّدَى المَشْهُودِ ) .
( طَائِرٌ مَدَّ مُسْتَرِيحاً جَنَاحَيْهِ ... اسْتِرَاحَاتِ مَتْعَبٍ مِكْدُودِ ) .
( أَخْطَبُ النَّاسِ رَاكِباً فَإِذَا أُرْجِلَ ... خَاطَبْتَ مِنْهُ عَيْنَ الْبَلِيدِ ) .
وهذه أبيات حسنة قد استوعبت أقسام هذا المعنى المقصود إلا أن فيها مأخوذا من شعر مسلم بن الوليد الأنصاري وهو قوله .
( نَصَبْتُهُ حَيْثُ ترْتَابُ الرِّيَاحُ بِهِ ... وَتَحْسُدُ الطَّيْرُ فِيهِ أَضْبُعَ الْبِيدِ ) .
لكن البحتري زاد في ذلك زيادة حسنة وهي قوله ( وهو في غير حالة المحسود ... ) .
ومن هذا الضرب ما جاء في شعر أبي الطيب المتنبي في وصفه الحمى وهو قوله .
( وَزَائِرَتِي كَأَنَّ بِهَا حَيَاءً ... فَلَيْسَ تَزُورُ إِلاَّ فِي الظَّلاَمِ ) .
( بَذَلْتُ لَهَا المَطَارفَ وَالْحَشَايَا ... فَعَافَتْهَا وَبَاتَتْ في عِظَامِي )