فمما جاء منه قول أبي تمام .
( إِلَى خَالِدٍ رَاحَتْ بِنَا أَرْحَبِيَّةٌ ... مَرَافِقُهَا مِنْ عَنْ كَرَاكِرِهَا نُكْبُ ) .
فقوله من عن كراكرها من الكلام المتعاظل الذي يثقل النطق به على أنه قد وردت هاتان اللفظتان وهما من وعن في موضع آخر فلم يثقل النطق بهما كقول القائل من عن يمين الطريق والسبب في ذلك أنهما وردتا في بيت أبي تمام مضافتين إلى لفظة الكراكر فثقلت منهما وجعلتهما مكروهتين كما ترى وإلا فقد وردتا في شعر قطري بن الفجاءة فكانتا خفيفتين كقوله .
( وَلَقَدْ أَرَانِي لِلرِّمَاحِ دَرِيئَةً ... مِنْ عَنْ يَمِينِي مَرَّةً وَأَمَامِي ) .
والأصل في ذلك راجع إلى السبك فإذا سبكت هاتان اللفظتان أو ما يجري مجراهما مع ألفاظ تسهل منهما لم يكن بهما من ثقل كما جاءتا في بيت قطري إذا سبكتا مع ألفاظ تثقل منهما جاءتا كما جاءتا في بيت أبي تمام .
ومن هذا القسم قول أبي تمام أيضا .
( كَأَنَّه لاجْتِمَاعِ الرُّوحِ فيهِ لَهُ ... فِي كُلُّ جَارِحَةٍ مِنْ جِسْمِهِ رُوحُ ) .
فقوله في بعد قوله فيه له مما لا يحسن وروده