وكذلك ورد قوله تعالى ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهو فإن الله بما تعملون بصير وإن تولوا فاعلموا أن الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير ) .
وعلى هذا الأسلوب جاء قوله تعالى في قصة إبراهيم عليه السلام ( يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا ) .
وعلى نحو هذا جاء قوله تعالى ( قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد ) .
ولا تجد أمثال ذلك في القرآن إلا قليلا .
النوع الخامس في الموازنة .
وهي أن تكون ألفاظ الفواصل من الكلام المنثور متساوية في الوزن وأن يكون صدر البيت الشعري وعجزه متساوي الألفاظ وزنا وللكلام بذلك طلاوة ورونق وسببه الاعتدال لأنه مطلوب في جميع الأشياء وإذا كانت مقاطع الكلام معتدلة وقعت من النفس موقع الاستحسان وهذا لا مراء فيه لوضوحه .
وهذا النوع من الكلام هو أخو السجع في المعادلة دون المماثلة لأن في السجع اعتدالا وزيادة على الاعتدال وهي تماثل أجزاء الفواصل لورودها على حرف واحد وأما الموازنة ففيها الاعتدال الموجود في السجع ولا تماثل في فواصلها فيقال إذا كل سجع موازنة وليس كل موازنة سجعا وعلى هذا فالسجع أخص من الموازنة