وهذا من محاسن الصنعة في هذا الباب فاعرفه .
وأحسن منه ما ورد عن أبي نواس وعن عنان جارية النطاف وله معها حكايات كثيرة غير هذه فقال أبو نواس .
( أَمَا تَرِقِّي لِصَب ... يَكْفِيهِ مِنْكِ نُظَيْرَهْ ) .
فقال عنان .
( إِيَّايَ تَعْنِي بِهذَا ... عَلَيْكَ فاجْلِدْ عُمَيْرَهْ ) .
فقال أبو نواس .
( أَخافُ إِنْ رُمْتُ هذَا ... عَلَى يَدِي مِنْكِ غَيْرَهْ ) .
فالبيتان الأول والثاني من هذا الباب والثالث جاء تبعا .
وقد ورد في القرآن الكريم شيء من اللزوم إلا أنه يسير جدا .
فمن ذلك قوله تعالى ( اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق ) وقوله تعالى ( والطور وكتاب مسطور ) وكذلك ورد قوله تعالى في هذه السورة ( فذكر فما أنت بنعمت ربك بكاهن ولا مجنون أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون ) .
وربما وقع بعض الجهال في هذا الموضع فأدخل فيه ما ليس منه كقوله تعالى ( إن المتقين في جنات ونعيم فاكهين بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم ) وهذا لا يدخل في باب اللزوم لأن الأصل فيه نعم وجحم والياء هي من حروف المد واللين فلا يعتد بها ههنا .
ومن هذا الباب قوله تعالى ( وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود وطلح منضود )